نجح باحثون من كلية الزراعة في نشر ورقة علمية من دراسة حول التنوع الوراثي لأشجار الزيتون في الأردن، والتي شارك فيها باحثون من الجامعة الأردنية والمركز الوطني للبحوث الزراعية، إضافة إلى جامعات ومراكز بحثية في كل من إيطاليا وإسبانيا.
أظهرت الدراسة أن هناك صنفين سائدين في مناطق الانتشار الطبيعي للزيتون في الأردن، وهما البلدي والقنبيسي، مع وجود أكثر من ٧٠ صنفاً آخر غير معروف، تتميز بتنوع وراثي عالي.
أكدت الدراسة هيمنة الصنف البلدي على الانتشار في المملكة، وذلك تحت تسميات متعددة مثل النبالي، كتيت، عربي، المهراس، كفاري، رومي، وغيرها. كما وجدت الدراسة أن صنف القنبيسي ينتشر في بيئات أكثر جفافاً، ويتميز باختلاف شكلي ووراثي كبير عن الصنف البلدي.
عند مقارنة النتائج مع الدراسات الحديثة، وُجد أن صنف القنبيسي ينتشر بأسماء مختلفة في عدة بلدان في حوض البحر الأبيض المتوسط، وبمدى انتشار واسع ابتداءً من وادي رم جنوب الأردن، وانتهاءً بإسبانيا. كما تم العثور على أدلة وراثية تشير إلى أن القنبيسي قد يكون أحد الآباء المحتملين لأكثر من 30% من أصناف الزيتون في العالم، ومنها صنف أربكينا الأوسع زراعة عالمياً.
تؤكد هذه النتائج على أهمية منطقة شرق المتوسط كمركز لنشوء شجرة الزيتون، مع تسليط الضوء على الأهمية التاريخية لصنف القنبيسي كأب مؤسس للعديد من أهم أصناف الزيتون في البحر الأبيض المتوسط والعالم.
ملاحظة: شكر خاص للمركز الوطني للبحث والتطوير - المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، وللمجلس الوطني للبحوث العلمية في إيطاليا على دعمهم المالي، ولكل مزارع زيتون متمسك بأرضه من شمال الأردن إلى جنوبه على تسهيل مهمة الباحثين، وعلى محافظتهم على هذا الإرث العظيم من التنوع الوراثي لهذه الشجرة المباركة على ثرى هذه الأرض الطيبة والمباركة.